--------------------------------------------------------------------------------
miss - foshia •°
حشرنا الله وإياكم مع محمد وآل محمد (ع)
.,.
ماذا كان دين الرسول الأعظم قبل نبوته ؟
لا يوجد شك في أن الرسول الأعظم (ص) لم يسجد لصنم قبل بعثته أبداً , ولم ينحرف عن خط التوحيد , فتاريخ حياته يعكس بوضوح هذا المعنى , إلا أن العلماء يختلفون في الدين الذي كان عليه :
فذهب بعضهم أنه دين المسيح (ع) , لأن المسيحية كانت الدين الوحيد الرسمي غير المنسوخ قبل بعثة الرسول (ص)
وقال البعض الآخر : إنه دين إبراهيم (ع) , لأنه " شيخ الأنبياء " وأبوهم , وقد ذكرت بعض آيات القرآن الكريم أن دين الإسلام هو دين إبراهيم : ( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمِ ) [الحج : 78]
أما البعض الآخر فلم يذكر شيئاً واكتفى بقول بأننا نعلم بأنه كان على دين معين إلا أنه لم يتوضح لنا ما هو
وبالرغم من أن كلاً من هذه الأقوال يستند إلى دليل معين , إلا أنها ليست قطعية , وأفضلها قول آخر وهو : لقد كان الرسول (ص) يملك برنامجاً خاصاً من قِبل الخالق وكان يعمل به , وفي الحقيقة فقد كان له دين خاص حتى زمان نزول الإسلام عليه
والدليل على هذا الكلام الجملة التي ذكرناها قبل قليل , والوارد في نهج البلاغة هو : " ولقد قرن الله به ومن لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته , يسلك به طريق المكارم , ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره "
فوجود مثل هذا الملك يدل على وجود برنامج خاص
والدليل الآخر هو أن التاريخ لم يذكر لنا أبداً أن الرسول (ص) انشغل بالعبادة في معابد اليهود أو النصارى أو الأديان الآُخرى , ولم يكن إلى جوار الكفار في معابدهم , ولا إلى جوار أهل الكتاب وكنائسهم , وفي نفس الوقت فقد استمر في سلوك طريق التوحيد وكان متمسكاً بقوة بالأصول الأخلاقية والعبادة الإلهية
وقد وردت عدة روايات - وفقاً لنقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار - في المصادر الإسلامية عن أن الرسول (ص) كان مؤيداً منذ بداية عمره بروح القدس , وحتماً فإنه كان يعمل وفقاً لما يستلهمه من روح القدس (1)
ويرى العلاّمة المجلسي أن الرسول (ص) كان نبياً قبل أن يكون رسولاً , فالملائكة كانت تتحدث معه أحياناً وكان يسمع صوتها , وأحياناً كان الإلهام الإلهي ينزل عليه ضمن الرؤيا الحقيقة الصادقة , وبعد أربعين سنة وصل إلى منزلة الرسالة ونزل القرآن الكريم والإسلام عليه , وفد ذكر لذلك ستة أدلة حيث يتلاءم بعضها مع ما ذكرناه أعلاه ( للإستزادة راجع المجلد 18 من بحار الأنوار ص277 فما بعدها )
1- بحار الأنوار , ج18 , ص288
التوقيع:
my brother's Flickr